كان الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسير
الآية ال 97 من سورة آل عمران :
"إِنَّ أَوَّلَ
بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ
آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"
و بعد أن
شرح الفرق بيم "مكة" و "بكة" و هو أن مكة هي البلدة و مكان
الكعبة الشريفة هو " بكة" فتكلم عن اتمام عمل سيدنا ابراهيم عليه السلام
في بنائه للكعبة فكما ذُكر في القرآن " وإذ يرفع
إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا"
(البقرة 127)
بعد أن رفع القواعد
وارتفعت الكعبة لتصبح في طول سيدنا إبراهيم
أحضر له ابنه سيدنا إسماعيل حجر ليقف عليه و يزيد طوله ليكمل البناء,
فلماذا لم يتوقف عند هذا الحد؟ و لم يكتفِ بهذا الارتفاع فهذا هو أقصي ارتفاع
يستطيع الوصول إليه؟!
لم يكتفِ سيدنا إبراهيم بهذا الارتفاع
إنما هو يطيع الله بحب و لعشقه لتلبية أوامر الله عز و جل فطلب من إسماعيل عليه
السلام إحضار حجر ليقف عليه و يحمل حجر بناء الكعبة وحده (بعد أن كان يساعده ابنه)
ليكم البناء فوق طاقته.
فلنتخيل الموقف رجل يقف علي حجر حجمه
يكفي بالكاد قدمه و يحمل حمولة يحملها اثنين فما الشئ المتوقع؟! المتوقع أن تتزحلق
قدمه من علي الحجر , و لكن ألان الله له الحجر لترتكز قدمه في تجويف علي حجم قدمه
بالضبط فترتكز ولا يتزحلق!!!!
فهذا هو جزاء من يريد إتقان عمله و
إرضاء الله كرمه وأعانه "ألان له الحجر " !!!
فاعلم وقتما ترضي الله و تتقن عملك و
تتمه أن الله سوف يكرمك و يبارك لك وخذ سيدنا إبراهيم قدوة لك.
رحم الله الشيخ الشعراوي و أثابه عنا
خيراً كثيراً مباركاً.
No comments:
Post a Comment