"يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ
لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ " الأنفال (24)
صدق الله العظيم
يُذنب الإنسان ظناً منها أن بتلبية شهواته و السعي وراء الفتن
هو جمال و لذة الحياة ظناً أنه إن سقي شهواته من مال و نساء و أبناء و منصب و جاه
فقد امتلك الحياة!
و لكن
استوقفتني الآية السابقة وقفة مُطّولة , من
جمال و روعة الكلمات و إن جاز التعبير جمال المعني المخفي بين السطور فعلا صدق
الله العظيم من قال "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا
فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " النساء (82)
ففي هذه الآية يدعونا الله عز و جل إلي
أن نستجيب له و لرسوله الكريم و أعطانا الدافع "ما يحييكم"
بحثت في تفسير هذه الآية ووجدت في تفسير الجلالين
"(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) بالطاعة (إذا دعاكم لما
يحييكم) من أمر الدين لأنه سبب الحياة الأبدية (واعلموا أن الله يحول بين المرء
وقلبه) فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته (وأنه إليه تحشرون) فيجازيكم
بأعمالكم
"
هذا يعني أن من تبع أوامر الله و رسوله
ظفر بالحياتين الدنيا و الآخرة! و فاز علي من اتبع هواه ظناً منه "أنا كده
عايش!"
قال رسول الله "من كانت الآخرة همه، جعل
الله عناه في قلبه، وجمع عله شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه
جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له "
فمن أراد الآخرة فاز بما يحييه
الحياتين!
و لو نظرنا "لما يحييكم" من
منظور آخر فالله يدعونا للتوحيد و القرآن لو أخذنا شخص ملحد علي سبيل المثال فكم
من ملذات القلب فاتته؟!! فهو يعيش علي مبدأ أن كل شئ يحدث بالصدفة و أنه يأخذ ما
يريد و كل شئ بإرادته هو, و فقد شعور اعتناء الله سبحانه و تعالي له في كل تفصيلة
من تفاصيل حياته الدقيقة و المؤثرة , فاته معني أن الله قدّر كل ثانية في حياتي كل
فعل حدث أمامي و كل كلمة قيلت لي إنما هي من تدبير الله لسبب يمكن تعلمه و من
الممكن أن يظل في علم الغيب! "مش عايش كده و السلام"!
هذا ليس تفسير مني للآية و إنما مجرد
خاطرة وردت لي أن فعلا ما يدعونا اليه الله يحينا , يحي قلوبنا لتتنفس روعة هواء
التوحيد و أدعو الله أن يكتبنا من المؤمنين و ندعو دعاء الرسول كما هو مذكور
بالحديث
" قال الإمام أحمد حدثنا هاشم حدثنا عبدالحميد
حدثني شهر سمعت أم سلمة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه
أن يقول "اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" قالت: فقلت يا رسول الله
أوَ إن القلوب لتقلب؟ قال "نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا أن قلبه
بين أصبعين من أصابع الله عز وجل فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله ربنا أن
لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب"
قالت: فقلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال "بلى قولي اللهم رب
النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني "