في حلقة من الحلقات كان
الشيخ الشعراوي يتحدث عن تسيير و تخيير المخلوقات
و حكمة تخيير الإنسان دوناً
عن باقي المخلوقات و إلي من يرجع وقوع الخطأ الإنسان أم الشيطان أم أن الإنسان
مٌسّير فلا ذنب عليه؟
من الثوابت أن جميع
المخلوقات التي في الكون مُسيّرة بقدرة الله فمن الشمس و المجرات الكونية إلي
الكائنات أحادية الخلية و في ذلك دليل علي قدرة الخالق عز وجل وأن أعظم مخلوق و أعقد مخلوق لا يستطيع أن يخالف
الله فهم مجبرين علي طاعة الله كما قال الله تعالي:
"ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ " (فصلت 11)
أما الإنسان فهو المخلوق
الوحيد المخير تقديراً له دوناً عن باقي المخلوقات, فالله أراد أن يُظهر محبته
للإنسان وأراد استشعار محبة الإنسان له , فبتسخيره لنا أظهر محبته لنا أنه ترك
لنا الإختيار ونحن نظهر له محبتنا في أن نلتزم
بما يأمرنا به ليس لأننا مجبرين عليها و إنما لحبنا له و غاية إرضائه.
نأتي للشق الآخر ألا وهو علي
من يقع جزاء الذنب الإنسان, الشيطان أم أن الإنسان مٌسيّر؟
للجدال في هل الإنسان مسير
أم مخير فأنصح بقراءة الفصل الثاني من كتاب "حوار مع صديقي الملحد"
للكاتب مصطفي محمود و ليس هذا هدفي الآن فما تبقي من الكلام اعتماداً علي أننا
متفقين علي أن الإنسان مخيير.
فلتسأل نفسك سؤال هل عندما
تذنب يجبرك الشيطان علي ذلك؟ هل يصوب نحو رأسك مسدساً و يقول لك " يا كده يا
هقتلك؟؟؟" ؟ أم يتحكم بك و بجسدك و يرتكب الذنب من خلالك؟
الواقع أنه لا هذا ولا تلك و
أنما يوسوس لك الشيطان و يغريك بمتع الدنيا فتلهث ورائه .
في اللغ العربية تعريف
كلمة وسواس هو صوت الحلي أو الصوت الخفي, وفي الواقع هو كلاهما في هذه الحالة فهو
يوسوس لك بصوت خفي و يغريك بصوت الحلي ويغمي عينيك بمفاتن الدنيا و أنت تتبع صوت
الإغراءات بدون تفكير أو جمح للشهوات و الدليل علي أنه ليس له سلطان عليك هو قول
الله تعالي "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ
وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)40(إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ)41(قَالَ هَذَا صِرَاطٌ
عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ )42(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ" (سورة الحجر )
فيا ابن آدم
اعلم إنما هدف الشيطان الأسمى أن يدخلك
النار ويبعدك عن طاعة الله فتحكم في نفسك وامسك لجام شهوتك فالله كرمك وحفظك من
الشيطان بأنه ليس له سلطان عليك فلا تحقر من شأنك و تتبعه!
رحم الله الشيخ
الشعراوي و جزاه الله عنا خيرا كثيرا مباركا