"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ
أَهْلِهَا
"
صدق الله العظيم
تأمل الشيخ الشعراوي في هذه الآية
ووصفها بالشاملة الكاملة, ليه بقي؟!
هذه الآية تأمر بكل ما يأمر به الإسلام من أمانة وصدق وإخلاص ,
تأمر بإيصال العلم للناس فإن كنت علي
علم بأي معلومة وإن كانت تافهة فعليك إيصالها لمن يحتاجها وألا تحتفظ بها لنفسك!
أو ان تسترد شجاعتك في استرداد حقوق الضعفاء لأن
الشجاعة ما هي إ لا صفة ائتمنك الله سبحانه وتعالي عليها فيجب أن تؤدي للناس حقهم
فيها.
أو إن رزقك الله بجسد معافى بأن تساعد
من هو مُبتلي في جسده فلقد خُلقت معافى لتساعده في شئ ما لا لتكن بلا فائدة له.
أو مثلا ان يكون عندك أموال كثيرة
فتأدية الأمانة هنا هي الزكاة وأن تعطي الفقراء
حقهم في أموالك فهي ليست أموالك انما هي نعمة عليك من الخالق
أما الأمانة الكبري التي استٌأمِن عليها
الإنسان فهى "التكليف والتخيير" والمستأمن هو الله عز وجل ولقد ظلم
الإنسان نفسه بقبوله هذه الأمانة كما قال الله تعالي "
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ
ظَلُومًا جَهُولًا "
لكن لماذا ظلم
الإنسان نفسه بقبول هذه الأمانة؟ لقد ظلم نفسه لأنه لم يعلم نفسه تمام المعرفة
وقبل الأمانة بدون معرفة نفسه, يعني مثلا واحد يجي يستأمنك علي أموال فتقبل
الأمانة ولكن ماذا يضمن لك انك لن تحتاج الي نقود فتستلف منه وبعدين مترجعهاش له
لأن معكش فلوس؟ أو ان ضميرك يخونك وتسرق منها؟ فأنت لا تضمن نفسك, فلقد كان
الإنسان جهولا بأغوار نفسه وانه من الممكن ان تتحكم فيه نفسه ولكن وافق علي
التكليف والتخيير اعتمادا علي حالته لحظة التكليف وهذا هو عين الجهل.
لقد كلفنا الله واستأمننا علي جسدنا
وعلي أعراض وأموال كل الناس الأخريين وخيرك فإن تسرق أو تكف يدك في أن تطيعه
أو في أن تعصيه, ولكن إن اخترت أن تعصيه فتذكر شئ واحد انك تعصيه بعلمه وبنعمته
عليك
فسبحان الذي يُعصي بعلمه وبنعمته ومازال
حليم ٌ علينا.